الاثنين، 26 سبتمبر 2016

تاريخ إنشاء أول محطة للطاقة الشمسية في العالم بمصر

أول محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم تم تدشينها بمصر عام 1911، على يد العالم الأمريكي فرانك شومان، ما يعني أن مصر صاحبة الريادة في مجال الطاقة الشمسية والمتجددة.
في شارع 101 بحي المعادي، تقع محطة توليد الطاقة الشمسية التي أصبحت اليوم مكانا مهجورا إلا من بعض الأشجار والرمال والعمارات الشاهقة.


وتعود البداية إلى خريف 1911 حينما فكر المهندس الأمريكي فرانك شومان، المتخصص بمجال الطاقة الشمسية في إنشاء محطة طاقة شمسية بالقاهرة، فكانت أول وحدة لرفع الطاقة الشمسية في العالم بحي المعادي، وتضمت 5 مجمعات مركزه للطاقة الشمسية، كُل منها بطول 62 مترا وعرض 4 أمتار وتفصل بينهم 7 أمتار.
بدأ العمل بها عام 1912 وانتهت الإنشاءات عام 1913، وقال شومان في حواره مع صحيفة “نيويورك تايمز”، في عددها الصادر ٢ يوليو 1916 “مصر بلا شك هي أفضل مكان في العالم لإنشاء محطة طاقة شمسية؛ حتى يرى العالم المشروع ويقتنع بتشغيله”.
وأصر “شومان” آنذاك على تنفيذ المشروع في مصر؛ نظرا لأهميتها في نشر الفكرة إلى العالم ولحجم إنتاجها الزراعي، ووافقت الحكومة المصرية عام ١٩١١ على تنفيذ هذه التقنية الجديدة وتوفير جميع السبل لإتمامها.

وبالفعل، أنشئت أول وحدة رفع طاقة شمسية بحجم صناعي في العالم بالمعادي، بقوة مائة حصان وتضخ ستة آلاف جالون من الماء في الدقيقة الواحدة أي ٢٧٢٦٠ لترا لري حقول القطن الذي ظل بدوره هو الآخر الأجود عالميا حتى منتصف القرن العشرين، واستمر تشغيل المُحركات لفترة أقل من عام، مع أن الوزارات السابقة في الطاقة المتجددة كانت على علم بالمحطة، لكن أهملتها رغم الاقتراحات العدة على مر الزمان لإحيائها وإنشاء غيرها.
وكانت لفرانك شومان كلمة شهيرة قال فيها “ما حدث في مصر هو انطلاقة لعصر جديد من الطاقة في التاريخ”، عندما سافر إلى ألمانيا لعرض مشروع محرك الطاقة الشمسية على البرلمان الألماني، وفي عام 1914عاد إلي فيلادلفيا في إجازة لبضعة شهور احتفالا بنجاحاته في مصر وألمانيا، ليعرض على المجتمع الأمريكي مشاهد لمحطة الطاقة الشمسية المصرية عن طريق فيلم يتم عرضه بمسرح الحرية بتاكوني.
ولم يستمر النجاح طويلا؛ حيث توقفت المحطة في مصر، بالتزامن مع اندلاع الحرب العالمية الأولى واكتشاف النفط الرخيص في الثلاثينات خفف من أهمية اكتشاف “شومان”، الذى تم إهماله، لكن تم إحياء الفكرة فى السبعينيات بعد الاهتمام بالطاقة الشمشية في العالم.
وذكر شومان لصحيفة النيويورك تايمز التي أفردت صفحة كاملة في عددها الصادر في يوليو من عام 1916 للحديث مع العالم الأمريكى الذي يستخدم الشمس المصرية لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل مضخات الري في الأجواء الساخنة، وقال شومان في حواره “لقد أثبتنا فائدة الربح التجاري من الطاقة الشمسية في المناطق المدارية، وأكثر من ذلك، أثبتنا أنه يمكننا الاستفادة من هذه الطاقة غير المحدودة بعد نفاذ مخزون النفط”.
وبمرور الزمن، طمست معالم أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية في العالم بحي المعادي، ولم يبق الآن سوى بعض الصور الأرشيفية، وأصبحت المحطة طي النسيان بسبب عدم وجود فكر للإدارة والاستفادة من موارد الدولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق